الثلاثاء، نوفمبر ١٤، ٢٠٠٦
غرباء على القرب
كانت أمي تقول " عندما تتزوج الفتاه يكون بيتها هو مكانها الأول, عندما تذهب إلى بيت أهلها تشعر أنها كالغريبة , وتريد العودة بأسرع وقت إلى بيتها " 0.
.وكنت ومازلت أعجب .. تقضى عشرين عاماً – مثلاً - في بيت أهلها ثم بعد عامين او ثلاثة إن لم يكن أقل يصبح كأي مكان غريب عنها , وأهلها وذكرياتها ؟! .. وكنت ومازلت أبحث عن شواذ لمقوله أمي ,فأجد الجميع يؤكد نفس المقولة نحن غرباء على القرب فى بيت أهلنا ,أقل كلمه تشعرنا أننا كذلك , ما كُنا نتقبله برحابة الصدر سابقاً لا نتقبله الآن , أقل القليل قد نحرفه على انه عدم ترحيب , نحن غرباء في بيت أصبح هو الآخر غريب ..ويختم الكلام " المتزوجة بيت زوجها هو الأولى بها "- ولا مانع عندي مطلقاً-00
.
.وأخيراً وجدت المثال الذي بحثت عنه .. أحد رفيقاتي عندما سألتها نفس السؤال وهى المتزوجة وزوجها يعمل بمحافظه تبعد ساعتين أو ثلاثة عن بلدتنا ولا يحضر إلا يومين أسبوعيا , وهى وحيده أهلها , قالت " أشعر بالانتماء أكثر لأهلي ,أنا لم أعرف زوجي إلا من عامين أو ثلاثة وأهلي من عشرين عاماًُ, فأي معادله تقنعني أن انتمائي لبيت الزوجية أو حتى لزوجي أكبر من انتمائي لأهلي .."0وسافر أهلها , وسافرت بعد انتهاء دراستها مع زوجها, وهاتفتها بعد ستة شهور من الانقطاع , وسألتها نفس السؤال بشكل غير مباشر وكانت الإجابة " زوجي هو انتمائي الأول, برغم صعاب السفر .. " 0وتناسيت سؤالها " أي البيتين تشعري أكثر انه بيتك ؟" فالإجابة واضحة
.
.أنا لا ألوم أحد, لكن أتفكر في انتمائي لأي مكان حللت به عندما أغادره ما مدى ارتباطي به هل سيغدو كأي مكان آخر, واهتف " أبداً لن يحدث " فأذكر عندما غادرت المدرسة الابتدائية كنت أردد أنى أحبها عن المدرسة الإعدادية بمدرسيها , وعندما التحقت بالمدرسة الثانوية كدت أقسم أن الإعدادية هي أفضل مدرسه التحقت بها ونسيت الابتدائية , وعندما التحقت بكليتي غادرتنى أيام الثانوية التي قدستها ومابرحت إلا ذكرى تراودني بين الحين والحين .. وكذا انتمائي لأول منتدى أشترك به على صفحات الويب كان بيتي عن صدق ثم شاركت بآخر وكان غريب إلى نفسي , وبالتدريج أصبح الغريب هو الأقرب حتى أقرب من المنتدى الأول وأتذكر كلام أمي عن بيت الزوجية وبيت الأهل فأدرك أنها الصواب ..
.وأخلص إلى النهاية وتساؤلي .. متى تنتهي علاقتنا بالمكان ؟ لأستنتج بقليل من التفكير ..أن علاقتنا بالمكان وذكرياته , علاقتنا بطفولتنا وألعابنا وحتى جيراننا ..ماهى إلا علاقة مرهونة بثوابت قد تتزعزع ..علاقة قد تبهت عندما تجد مكان آخر يمتص ما نحمله من ارتباط وحنين , مكان يجبرنا على الانتماء له وركن انتمائنا السابق في الذاكرة , ببساطه مكان نعتاده بحكم المعاشرة فننتمي إليه هكذا يقول الواقع ..فهل يصدُقني ؟مجرد رأى قد يحمل الخطأ 0
التسميات: ساعة صفا
Posted by uogena ::
١٢:٠٢ ص ::
0 comments
Post a Comment
---------------oOo---------------
|
---------------oOo---------------