السبت، نوفمبر ١٨، ٢٠٠٦
مذلون مهانون
مذلون مهانون
لن أتكلم بالطبع عن رواية الأديب الروسي ديستيوفيسكى "مذلون مهانون "- ان كان تذكرى للاسم صحيح - ولكن فقط اقتباسي سيكون لعنوانها المعبر أكثر 0
كانت أختي الصغيرة تحكى بحماسه عن مدرس اللغة العربية وما يفعله في زملائها .. هي طالبه بالصف الرابع الابتدائي الازهرى .. وضع خط أحمر تحت مدرس و لغة عربيه وابتدائي وأزهري ..كان المدرس الموقر يطلب من تلميذ لديه أن يخرج في وقت الفسحة ليشترى له سندوتش الفول والطعمية , ونهار الطالب كليل دون قمر إن أحضر السندوتشات بغير ما طلبها , فإن كان السندوتش لا قدر الله لا يعجبه يأمر تلميذه أن يعود للبائع ويرد عليه بيعته , ويخبره أن المدرس نسى وأرسل تلميذ آخر فاشترى له ..أما إن ذهب التلميذ ووجد محل بيع اللبن قد أغلق ولم يحضر اللبن كما طلب منه الأستاذ فيومه لم تطلع له شمس 0
.
وفى الفصل .. عندما يضرب أحد تلاميذه وهو لابد ضارب .. يأمر التلميذ ابن العشر سنوات أن يتجاهل شعوره أن هناك شئ يلسع على يده , " لا تبكى ,إن بكيت ستضرب ثانيا " ويضرب التلميذ ثانياً ببساطه لأنه يشعر بألم في يده كشئ طبيعى 0
أما الأنكت في الموضوع والذي دفعني لكتابه تلك اللسعة , أن المدرس المبجل مربى الأجيال وحامى حمى العلم والخلق , يضرب التلميذ على القفا .. يطلب منه تهيئه قفاه "اعدل " ليضربه كما اتفق , مع التأكيد ألا يبكى فكل آهة بقفا , ولا حول ولا قوة إلا بالله0
.
ما جعل تصوري للمنظر مؤلم أنى شاهدت من فتره شرائط مصورة لضابط شرطه أمسك بشاب في العشرين أو أقل قليلا وأخذ يضربه على قفاه ضربات متتالية , وشريط أخر لضابطين يتناوبان على رجل لضربه بالقلم على وجهه وهما يضحكان ضحك يجرى الدم في عروقك حتى تجاد تنفجر غيظاً وكمداً .0
.
أي إذلال وأي مهانة وأي قتل لكرامة طفل ينشأ على تهيئة قفاه أو وجهه ليضرب عليها ..أي قتل نمارسه على أطفالنا , ليصبحوا متى كبروا كالشاب أو الرجل الذي استسلم دون حيله للشرطي كي يسومه كأس المهانة والإذلال دون مقاومه أو اعتراض 0
تساءلت حين رأيت شرائط الفيديو , تُرى كيف سيقابل هذا الرجل أبنائه , كيف يداعبهم أو يقسوا عليهم وهو جدار مهترئ.. كلما هممت بالقسوة عليه ,أعود وأضع نفسي مكانه وأتساءل ترى هل أترك كرامتي تهان إلى هذا الحد أم أدافع وأتركها أيضاً تهان إلى حد أبعد بعد محاولاتي العقيمة , لكن مجرد محاوله الاعتراض لهى أشرف بالتأكيد رغم تبعاتها 0
.
أمر المدرس يذكرني بدكتور الفلسفة في كليتنا , عندما يعاقب من يتكلم في محاضرته , كان يخرجه ويوبخه بطريقه سخيفة , ثم يأمره بالوقوف جوار السبورة ووجهه للحائط , طالب بعد عده أعوام سيصبح مدرس تكون معاملته أن يقف ووجهه للحائط؟؟!.. والطرق الأخرى كثيرة منها التهديد ومحو الكرامة بممحاة سيئة .. حرمان من الامتحان , طرد من المدرج .. حتى أننا في أحد المحاضرات طلب الدكتور أن نمرر الورقة لكتابة الغياب , وأخر طالب تنتهي عنده الورقة يحضرها للدكتور , وقام آخر طالب بإحضار الورقة وفى طريقه إلى المنصة طلب منه أحد الزملاء الورقة لأنه نسى كتابة اسمه , وعلى ما حدث من الدكتور من إهانة وتوبيخ جعل وجه زميلنا كحبة الطماطم, وبعدها طرد .0
.
والتساؤل إن كان معلمونا مذلون في كلياتهم ,فلا عجب من أن تمتد أيدهم على طلابهم ليذيقوهم ما ذاقوه .. لا أدرى فى أى صف أقف , كلنا نشرب من كأس فنألم , وبدون إدراك نسقى الأضعف منا نفس الكأس ونغضب لأنهم يظهروا ألمهم .0
ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء "0 "
التسميات: العلم نور
Posted by uogena ::
٩:٤٤ م ::
4 comments
Post a Comment
---------------oOo---------------
|
---------------oOo---------------