بقايا بقايا

الأحد، أبريل ٠٨، ٢٠٠٧

داخل الأسوار

كنت أفكر من فتره فى موضوع المظاهرات و الاعتصام وهل منها نفع .. على الأقل فى بلدنا ووجدت أنها فى الموضوعات السياسية لا جدوى منها ولا نفع ..كيف؟!.

كانت أول مظاهره أخرج بها – إن كانت تعتبر خروجاً- في كليتنا الإقليمية فى عام الانتفاضة ,كانت سنتي الجامعية الأولى, والحقيقة أن أحد أمنياتي كانت عندما ادخل الجامعة ان أرى المظاهرات التي تحكى أختي عنها, ثم وأخرج فيها كنوع من التنفيس وإبداء الاعتراض إن أمكن ..

وتحققت أمنيتي وخرجت فى مظاهره . لكنها لم تكن مظاهره بالمعنى المراد , مجموعه من الطلبة كانت كبيرة نوعاً بالنسبة لكليتي , توقفت الدراسة أثناء سير المظاهرة .. وهناك من يهتف والآخر يردد بحماس , ولا للعدوان ويسقط اليهود ووووو .. المهم لففنا لساعة او يزيد داخل الكلية فى الحديقة الرئيسية بها .. ولم نخرج لان هناك حرس بالخارج وحدود المظاهرة فى الداخل فقط ثم.. (مكانش هنا وراح ) , مفيش حاجه حصلت , كل واحد انطلق إلى منزله وانتهى الأمر.. ورقصنا على السلالم لم يسمعنا اللي تحت ولا رآنا اللي فوق – او العكس- .

ثاني مظاهره , علقت اللافتات كالعادة , وعبارات الشجب , وطابور المتظاهرين , وتحمست لان العراق على القلب عزيزة , ونددوا ورددنا ورائهم , وصلاه غائب والخ الخ وبعدين ؟؟ .. ولا حاجه برده محدش سمع عنا , الجديد هاهنا أنهم طالبونا بان نبصم بالدم على ورق ومن ثم سيرسل الى جامعة الدول العربية , ورغم علمنا انه لا جدوى لا من وضع دمنا على ورق ولا من جامعة الدول نفسها إلا أننا تحمسنا للفكرة , ولاشئ حدث .

ثالث مظاهره , وقفت فى بلكونة الدور أمام مدرج المحاضرات , ودخلت بعد ان شاهدت جزء من المظاهرة إلى المحاضرة قبل أن تبدأ .. ومن هنا أيقنت أن مظاهراتنا بلا فائدة , حتى وان كان الهدف منها ان نرسل احتجاج فلن يسمع , حتى لو كان هدفنا أن نرسل برقيه اننا معكم ونشعر بكم لفلسطين والعراق فلن تسمع , حتى لو قلنا لا للدستور والتوريث فلن نسمع .. أصواتنا داخل الأسوار لن تسمع .. وان سمعت ؟.

وان سمعت فلا جدوى, المظاهرات والاعتصام أصبحت موضة مع كل مشكله نخرج لنندد ونزعق ونعود الى ديارنا بسلام - ان لم تحدث مناوشات مع الشرطة- , انا لا أتحدث عن الخنوع والخضوع وندب الحظ , لكن أفكر ان أصواتنا او مظاهراتنا لا تأتى بنفع .. هل نديرها بطريقه خاطئه ؟.. لماذا تجدي فى الخارج ومعنا لا تأتى بنفع؟.. كيف نسمع أصواتنا ان كنا نحن لا نسمعها ؟.. المظاهرات أصبحت نوع من الشطة والملح التي لابد منها لإعطاء نكهة للطعام , وادعاء الديموقراطية .. حتى ونحن نحاول الاعتراض لا نجد نفع , نسكت مش نافع , نصرخ مش نافع , نموت أحسن ؟!.

التسميات:


Posted by uogena :: ١٢:٠٠ ص :: 2 comments

Post a Comment

---------------oOo---------------
---------------oOo---------------