بقايا بقايا

الأحد، فبراير ٠٤، ٢٠٠٧

علاقتك إيه؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم
سمعت يوماً من صديقتي عن شيخ, أن القرآن والأغاني لا يجتمعان معاً .. وكان المبرر رائع حقاً جعلني حينها أنصرف عن سماع الأغاني وأي شئ به صوت موسيقى .. حتى لو كلمات فقط - من باب عدم التعلق- .. قال الشيخ ببساطه عندما تسمع أغنيه في التلفاز أو فى شريط , ماهو حال انتباهك معها ؟, تنتبه معها بشده ثم تحفظ الكلمات وتدندن بها - غالباً - .. انتقل الآن إلى إذاعة القران الكريم أو إلى قناة القران فى التليفزيون ..هل تستمع بنفس الانتباه - إذا استمعت؟- ..هل تردد آيات القران كما تردد كلمات الأغاني .. هل تحفظ القران كما تحفظ ألبوم الأغاني لمطربك المفضل ..

الحقيقة أنى حينها خجلت من نفسي , وانقطعت عن سماع الأغاني , لكنى عدت إلى سماعها لو مرت مصادفه أثناء جلوسي أمام التلفاز .. ومرة بمرة عادت ريمه لعادتها القديمة .

بالأمس ظللت أفكر وأنا استمع لـ "هاني شاكر" يغنى فى التلفاز , والشيخ محمد رفعت يختم القرآن في الإذاعة .. القران والأغاني فى نفس الوقت والصوتين يصلان إلى أذني بوضوح , وضبطتى منصته إلى إلقاء "هاني شاكر " ومستمتعة.. عندها أيقنت للمرة الثانية أن كلام صديقتي صحيح .

أنا لا احفظ القرآن , بضعه أجزاء كنت أحفظها ونسيتها .. كلما راجعتها نسيتها فأعود متى قدر الله الى مراجعتها .. إذاعة القران الكريم مفتوحة طيلة اليوم فى بيتنا .. وأنا لا أركز مع ما يقال فيها غالباً – ربما من باب التعود - .. عندما أجد أغنيه فى التلفاز أقف واستمع وأحضر ورقه وقلم وأكتبها لان كلماتها أعجبتني , وأسير فى البيت أدندن بها ..

المشكله أنى ابرر الأمر أن كلمات الأغاني وتركيبات الجمل والتعابير المستخدمة جميله جداً وهذا سبب استماعي إليها .. لكن أتسائل في نفس الوقت , كلمات القرآن عندما نتدبرها فهى تؤثر بشده فينا , القرآن هو الشئ الذي كلما كررت قراءته كلما استمتعت به أكثر , لكن رغم ذلك انا لا أعرف معظم سور القرآن فى أي جزء هي رغم قراءتي اليومية تقريباً... لو أسلمت ذلك إلى كثرة النسيان وعدم الانتباه , فلماذا لا يعمل النسيان على مقاطع الأغاني مثلاً , المثير أنى أحفظ بعض الأغاني التي لم اسمعها من سنين وإذا ذكرت عرضا أمامي أكملها أحيانا..

أذكر يوماً في المسجد , ذكر الإمام قول سيدنا موسى لقومه عندما قالوا أن فرعون سيدركهم ولا مفر إلا البحر أمامهم .. قالوا هم "إنا لمدركون " وقال بثبات الواثق "كلا إن معي ربى سيهدين " عندما استشعرت تلك الآية شعرت بسعادة كبيرة جداً .. كلما همت بي مشكله كنت ارددها " كلا إن معي ربى سيهدين " .. وتوصلت عندها أننا نفتقد تذوق القرآن , لو تمعنا في معاني القران وقوته البيانية, وكلماته الرائعة لشعرنا بعظمته وقيمته الحقيقية.. حينها فقط سنجد اليقين في انتقاء ما نسمع .. وعندها سنستطيع اتخاذ القرار مابين إذاعة القران وإذاعة الأغاني .. أو قناة القرآن وقنوات التسالي .

أنا هنا لا أبحث عن مشروعيه الأغاني ولا أعنيها بالدرجة الأولى فقط ذكرتها كمثال .. لكنى أحببت فقط سؤال نفسي عن علاقتي بالقرآن .
والآن .. ما ذا عنكم ؟..سؤال ربما لا أجد إجابته هنا لكن لدى بعض الثقة أنكم ستبحثون عن إجابته داخلكم ..

التسميات:


Posted by uogena :: ١١:٤٧ م :: 8 comments

Post a Comment

---------------oOo---------------
---------------oOo---------------