أثناء تقشيري للرمانة التي أقبلت وأدبرت على تقشيرها كثيراً , وبعد إقلاعى عن قناعتي بأن شكل يدي سيصبح مقزز من اللون الأسود الذي تخلفه فى الأصابع , وأثناء اندماجي معها كنت أفكر .. ما معنى أن أحب شخص ما لا أعرفه ؟!.
تحلم الكثير من الفتيات بفارس الأحلام , ويحلم كذا الشباب بفتاة الأحلام , ويرسم كلاهما من الصفات ومن المواقف التى تجمعهما ما يجعل مر الحياة حلو ؟!.. والمشكلة كلها أن حب شريك المستقبل هو مجرد تخيل ,وهم , حلم نختلقه لشئ لم نجربه ولم نره .
تسأل من تزوجوا قبلك , فيجيبون أنك تعيش أفضل أيام حياتك فاغتنمنها ولا تبتئس من تأخر الزوج\الزوجة ."لاحقين ع الهم " " يعنى ال اتجوزوا عملوا إيه شلنا الهم بدري , بلا وجع قلب ".. ثم والصنف المتفائل " كل دار وله مدار , وكل وقت وله أدان ,أهو الجواز فيه الحلو وفيه الوحش , الرك ع الراجل ال معاكي !!"..
وبما أن "الرك " على الرجل أو المرأة , أى على من لا نعرفهم من الأصل , فكيف تأتينا فكره أنهم فارس وفتاة الأحلام .. مجرد أحلام !, لكن الفكرة كيف أحب من لا أعرف وكيف أنتظره - مثلاً -على عجل أن يأتي ليتلقفني من حياتي الفردية إلى حياة لم أألفها؟.. وكيف مع هذا الغريب أتخيل أنه الأفضل رغم كل الأعباء والمسئولية التي لا تشغل لي بال الآن ؟.. من أين تأتينا تلك القناعة أنه سيكون المأمن والركن الرحيم لنركن إليه ؟.
وبما أن الرمانة لم تنتهي بعد والفكرة مازالت تتجاذب مع عقلي أطراف الحديث , كانت بعض من المسئوليات الخفيفة تتوالى على ذهني , ماذا لو كنت مندمجة فى شئء ما وأتى الفارس المنتظر وطلب منى أن أعد العشاء !. ماذا لو كنت في "سابع نومه " وطلب منى إحضار كوب الماء – غتاته بقى - , ثم الغسيل الكي , إعداد الإفطار والغداء والعشاء , تلك وحدها مشكله من أين ابتكار ثلاث وجبات يوميه على مدار السنون التي ستعيشها مع شريكك .. ولنفرض أتى غاضباً من عمله فلم يجد سوى الضلع الأعوج ليخرج عليه القديم والجديد , ثم " ارضي بالعيش قليله وكثيرة" , " ارضي زوجك أصاب أو أخطأ " , يغضب يوم " تبيت والملائكة تلعنها ".. لا أخفى سرا كنت من بضع سنين أرفض فكرة الزواج لهذا السبب , ما دافعي لأن أتحمل كل هذا ثم وغضب الله إذا غضب سيادته – الذى لا أعلمه – لسبب ما ,أولست الضلع الأعوج , والمشكلة أن الأغلبية لا تتمسك إلا بما لها , لتجد حقي وحقى و حقك أيضاً حقى . مشكله وحدى أنا , لا نحن معاً.
أتيت بالشرق والغرب فى موضوعي لكن بقى السؤال ترى مابين الواقع والحلم من نصدق ؟!, و مابين العرف والواجب من نصدق ؟!, و مابين سنة الحياة وسنة الناس من نتبع ؟!.وهل نستمر بالحلم رغم ما نرى فى الواقع , ونأمل أن الآتي خير , وأننا غير وشريك المستقبل لابد غير .
ما أروع الحلم إذا تحقق , وما أرحم الحلم ولو كان وهماً ..فاحلموا لعله غير