الجمعة، يونيو ٠٨، ٢٠٠٧
دايره.. تعرف تغيرها؟
من فتره سألت والدتي سؤال أعرف إجابته مسبقاً " هل سأجلس هكذا بلا شغلة ولا مشغلة سوى انتظار العدلّ – الزوج-؟!!" فأجابتني أن نعم .. فسألتها ثانيه " يعنى خطبتك لوالدي ومن ثم زواجكما ثم تشريفنا للحياة , وتعليمنا وحرقه الدم فى التربية والمتابعة والتعليم ثم السعي لتوفير متطلباتنا إلى التخرج ليكون الهدف النهائي زواجنا !! , طيب وبعد أن نتزوج ؟. ندور فى نفس الدائرة للوصول للهدف النهائي وهو تزويج أبنائنا ؟ " ..أجابتني والدتي متنهدة بأنها " سنة الحياة ".
دائرة خانقه , كلما فكرت فيها وفى تسلسل الأحداث أشعر بأن العالم على اتساعه لا يسعني , وأن الدنيا بمباهجها وكبرها أصغر من فتحة الإبرة .. هدفي كله من الحياة أن أدور داخل دائرة تهدف لخلق دائرة مثلها وهكذا دوليك .. ربما قبل تخرجي وجفاف أهدافي كنت لأهمش هذه الفكرة , فكره الزواج وكونه بالنسبة للجميع – مجتمع وشباب وفتيات – هو الهدف الأسمى والمنية المرجوة ..أنا لا أهمش من الزواج فى حد ذاته مطلقاً .. لكن عندما يصبح الزواج هو المسعى الوحيد للجميع تشكل الفكرة مشكله.
حتى من يمارسن حياتهن العملية والعلمية مهما تقدمن فى مجالهن ينظر لهن المجتمع أنهن ناقصات .. ناقصات بدون زوج ,فلابد أن بها عيب ما ,أو إن لم يرون العيب يجلدونها بنظراتهم وكلماتهم المواسية !!. مشكله.
**
يوما سألت شاب تقدم لخطبتي عن هدفه فى الحياة – سؤال أصل به لطريقه تفكيره ومعرفة طموحه - فأجابني أن كل هدفه الآن أن يتزوج !, وماذا بعد أن تتزوج .. الإجابة المعتادة أن نمارس الحياة كما يمارسها الناس . فماذا بعد الزواج يعنى ؟!..
أحيانا أشعر أن الزواج بالنسبة للبعض واجب واجب , بغض النظر عن أى شئ .. لا بأس أن يرتبط بأي إنسانه مادامت جيده ومناسبة من وجهة نظر من رشحها , وبالتالي تكون زوجة والسلام ..
أكثر ما يغيظني أن يتقدم شاب لفتاه "عمياني " دون أن يراها حتى .. يسمع عنها فيذهب لطلبها زوجة له .. وكان ردى أحياناً لمن يتبنى هذا المبدأ , أن ياسيدى المتقدم على عماك دون رؤية عروس المستقبل , لو ذهبت لشراء حذاء لن يمكث معك غير عام أو عامين هل سترسل بأحد يبتاعه غيرك ؟؟..أم ستتجول بين المحلات تنظر لهذا وذاك حتى تجد ما يناسب قدمك ..
أعتذر عن التشبيه , لكن الواقع يلزمني نوعاً أن اقتبس هذا المثل الهزلى الساخر , حين يهتم شبابنا بشراء حذائه والبحث عما يناسبه ثم يوكل غيره للبحث عن عروس المستقبل أو السؤال عنها , وهى من ستعيش معه حياته ومن ستكون السكن والمودة والرحمة له .
و ياسيدى المسافر للخارج وتبحث عن عروس ,ألا ترى أن مدة الشهر الأجازة فى السنة , مده قصيرة جداً لأن ترى فتاه وتتقدم لها وتناقشها وتبحث عن مدى مناسبة كل منكما للأخر .. شهر واحد مده الأجازة , يريد فيها الشاب أن يرتبط , ومؤقتاً يخطب , ثم يسافر , وعندما يعود فى العام القادم –فى الشهر الأجازة – يتزوج ثم يعود لعملة فى الخارج تاركاً " الكرسي الجديد " فى البيت ,فالآن قلبه وعقله ارتاح واستقر –من وجهة نظره – فأدى دَينه وأكمله نصف دِينه.. ولا مشكله فالكرسي فى الحفظ والصون ويمكن استقدامه بلا مشاكل .
عندما تصبح الزوجة مجرد قطعة أثاث تؤدى دورها المكرسة له تصبح الفكرة صعبه .. وعندما يصبح الزواج بالنسبة للفتاه وسيلة لتجنب العنوسه ونظرات المجتمع , ثم وسيله لأن يكون ظل الرجل أفضل من ظل حيطة , تصبح الفكرة صعبة .
مجدداً أنا لا أعارض زواج الصالونات ً فبالنسبة للكثير هو الوسيلة الوحيدة للارتباط , لكن إذا كان شبابنا هم من يخطون الخطوة الأولى للارتباط ألا يحق لنا ولهم أن يهتموا للأمر , أن يكون هدفه من الزواج محدد ,أن يكون الزواج سنة للحياة لكن بشكل يناسب كل منا .. أن يكون الزواج احتواء وسكن ومحبه وعائله متفاهمة ..أن يتروى كل منا فى اختياره .. للمجتمع ضغوطه وللواقع أحكام , لكن نوعاً نصلح من نوايانا وخططنا , ربما يوما نشعر أن الدائرة أمتع وأروع وأفضل من تصوراتنا .
التسميات: المصطبه
Posted by uogena ::
١:٠٨ ص ::
8 comments
Post a Comment
---------------oOo---------------
|
---------------oOo---------------