الأربعاء، مايو ٠٩، ٢٠٠٧
مصير ناموسه
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما قرأت مسرحيه الكاتب الرائع (توفيق الحكيم ) مصير صرصار بدأت فكره التأمل في مصير الحشرات الزاحفة والطائرة صديقه الإنسان - وصديقه بيتنا خاصة .- تثيرني وتدعوني لمزيد من التفكر, وربما مزيد من الاحترام – لها- ..
كان البطل في المسرحية هو الصرصار .. ثم الزوج والزوجة والخادمة والطبيب .. يدور الفصل الأول في الحمام بين الصرصار وزوجته ثم يصعد الصرصار مع رفاقه إلى المغطس وينزلق الصرصار البطل إلى أسفل , ويحاول الصعود , فيفشل عند الوصول لنقطه محدده لينزلق فيعاود المحاولة .
تأتى الزوجة وتستجير بزوجها , فيجلس الزوج في الحمام يراقب الصرصار في اهتمام , ويغلق عليه الباب , لا يستجيب لنداء زوجته حتى أنها تستعين بطبيب العمل .. وبعد حين من الوقت يستطيع الزوج إقناع الطبيب بتخيل نفسه مكان الصرصار .. كم مره سيحاول فيها الخروج من المغطس؟ ,مع يقينه أن عند نقطة محدده سينزلق ليضيع جهده , من الصباح وحتى وقتهم يحاول الصرصار الخروج من مأزقه دون ملل أو كلل وكأنها أولى محاولاته ..
يجلس الطبيب جوار الزوج لتبدأ مناقشاتهم حول الصرصار .. يخرج الطبيب والزوج لتناول القهوة فتدخل الخادمة وتقتل الصرصار .. يصاب الرجلان بخيبة أمل .. يدخلان الحمام ليلقيا نظرة الوداع على الصرصار - البطل- .. فيريا مجموعه النمل تحمل الصرصار إلى حفرتهم الصغيرة كيف سيدخلون هذا الكبير في هذا الجحر الصغير .. يخرجان لأمر لا أذكره ..ويعودا للحمام من جديد فيجدا الخادمة قد أزالت الصرصار والنمل , ونظفت المكان من أثارهم ..فيصابا بخيبة أمل .
ونعود إلى الناموسة التي تناور وتدور وتزن حول رأسي .. ليست واحده فكثير هم عندنا .. من فتره طويلة عندما سألني عمى بعد حضورة من السفر عن قرصات الناموس الواضحة على وجهي أخبرته بثقة صاحبه المبدأ والفكر أن هذا رزقها وما كان لي أن أحاربها فيه .. وجهه نظر لا بأس بها ..أما الآن فلا بأس أيضا من قتلها .
, قرأت مره أن الناموسة لا تحتاج إلا لقطرة دم واحده من الإنسان ..لكن موروث الكرم تجاهها توقف عندي لهذا الحد .
مازالت تطير أمامي بثقة مستفزه أراقبها , ثم في كفى أحكم خناقها.. أسقطها أرضاً .. تتحرك موتاً , فأفكر هل أجهز عليها أم أتركها .. تركها حيه تنازع الموت هو مزيد من العذاب لها.. نظرت لعجزها وتذكرت صرصار توفيق الحكيم .. هل أحصى محاولاتها الفاشلة في تحريك جناحيها ؟! ..أم أتركها وشأنها ..أحياناً كنت أخرج النملة - التي فجأة تحاصرها الماء- بإصبعي إلى مكان جاف وأراقبها للحظات ثم أتركها في فرحه أنى أنقذت حياتها ..أتأمل الناموسة من جديد ترى ما حالها الآن؟ , وما مقدار ألمها ؟ . يقولون أن اللحظة التي تنزع فيها الروح هي أطول اللحظات على قصرها ..أنظر لها .. ثم بفعل الخادمة أخفف عنها .
التسميات: ساعة صفا
Posted by uogena ::
١٠:٤٩ م ::
0 comments
Post a Comment
---------------oOo---------------
|
---------------oOo---------------