الجمعة، مايو ٠٢، ٢٠٠٨
الحب والصراع
الورقة الثاني والأربعون
الحب والصراع..
(غازى القصيبى )
تستغربين هذا الصراع الذي يوشك أن يكون قاعدة في العلاقة بين حبيبين .. كل حبيبين..تتساءلين :ألا يمكن لاثنين يحب أحدهما الآخر بعمق وصدق أن يعيشا دون خصام, دون صراخ,,دون فترات غضب وقطعية..الحق أقول لك : يمكن ... ولكن يصعب!دعيني أ وضح الأمر ..في كل حبّ هناك رغبة خفية أو ظاهرة في التسلط على الطرف المحبوب..ومن هنا فكثيراً ما تبدو علاقات الحب وكأنها علاقات حرب ..
في كل حب نكهة استعمار كما يقول نزار قباني..خذي الأطفال مثلاً..نحن نريد أن نحول أطفالنا إلى نسخ مصغرة منا، تحب ما نحب ومن نحب، وتكره ما نكره ومن نكره,,وتذهب إلى نفس مدارسنا وتحترف نفس المهن التي نحترفها..ونحن نبرر هذا الطغيان السافر باسم الحب..كذلك في العلاقة بين الحبيبين..يتوقع الرجل من المرأة أن تكون مجرد امتداداً أنثوي لشخصيته,,أن يتحول وجودها إلى ملحق تابع لوجوده, أن تنطفئ كل طموحاتها وآمالها وتطلعاتها في سماء حبّه..وتتوقع المرأة من الرجل أن يعيد رسم نفسه على التحو الذي يلائمها .. فيتخلص من عاداتة السيئة (( في نظرها )) ,, ويطلق شاربه أو يحلقه على (( حسب الأحوال )) ..ويقلل ساعات عمله , ويتنكر لأقاربه وأصدقاء طفولته ..تتوقع منه ,باختصار, أن يتفرغ لحبها..
ويبدأ الصراع ويتخذ ألف شكل وشكل.. أما الجوهر فواحد لا يتغيّر ؛ رغبة كل في الاحتفاظ بشخصيته وذاتيته وتميزه أمام خطر الذوبان والانصهار والاندماج..تسألين : ألا يوجد حل؟
بلى ثمة حل.. وحل ناجح ..إمزجي الحب بشيء من الصداقة, فالصداقة بخلاف الحب ..تعترف بالاستقلال والسيادة والحدود الإقليمية لكل صديق..وامزجي الحب بشيء من المودة .. فالمودة أهدأ من الحب أعصاباً ، وأقصر أنياباً ، وأكثر حكمة..
التسميات: مختارات
Posted by uogena ::
١١:٣٥ م ::
2 comments
Post a Comment
---------------oOo---------------
|
---------------oOo---------------