في برنامج " البيت بيتك" دارت نقاشات حول الدراما المصرية وتراجع أسهمها , وفى محاوله لمعرفه أسباب تأخرها استضيف مجموعه من المؤلفين , ثم في حلقه أخرى مجموعه من الممثلين المخضرمين - ولم أتابع ما تلا في هذا الموضوع -.. كان السؤال لماذا تأخرت الدراما المصرية ؟. والإجابة على وضوحها لم يبرزها أحد بوضوح ..
الإجابة تنحصر في كون المسلسلات التي تعرض علينا تستخف بعقل المشاهد ..
ممثل يتصنع دوره .. إما مبالغ في أداء الدور حد الابتذال التمثيلي , أو بعيد عن معايشه الشخصية جيداً .. مخرج لا يهتم بالتفاصيل الصغيرة المهمة , ويتمسك بأشياء ليس لها معنى أو فأئده ., ومؤلف يكتب قصه لا تهم المشاهد ولا تعبر عنه , وان عالجت مثلا مشكلاته فبشكل سطحي جدا ..
ثم بعد ذلك يجتمع المؤلف والمخرج على (مط) المسلسل إلى 30 حلقه أو يزيد كي يصيبا المشاهد وباقتدار بحاله من السأم والملل و( القرف ) ..
وعلى سبيل المثال لا الحصر :
1- مسلسل " الرقص مع الزهور " والذي يناقش قضيه التسول وأولاد الشوارع ..
* تقوم فيه " دينا سمير غانم " بدور باحثه تعد رسالتها حول أولاد الشوارع .. وأسباب هرب بعضهم من أسرهم والخ الخ ..
تأتى في مشهد كتابه البحث على الكمبيوتر- زوووم على الشاشة - , هي تكتب وتقرأ بصوت مسموع , كل هذا جميل , لكنك ترى الكلام مكتوب جاهز على الورد , مؤشر الكتابة مثبت عند أول الصفحة المكتوبة أصلا , أصابعها تكاد تلامس لوحه المفاتيح موهمه إيانا أنها تكتب ..
الحقيقة ان المشهد مستفز , هي لا تكتب بالفعل, كل شئ يدل على أنها لا تكتب فلماذا هذا الاستخفاف ؟ .. هل يضيرها والمخرج أن تكتب بالفعل على الكمبيوتر - كخلق الله عادى - حتى تكون مقنعه , وهل يعتقد مخرج المشهد العبقري أن كل من يستخدم الكمبيوتر واغلب مشاهديه لم يلاحظوا ذلك.. وهل لا يعلم أن الطبيعي أن يتحرك مؤشر الكتابة أثناء الكتابة وأنه من رابع المستحيلات أن يقف ثابت ؟ .. سنتغاضى عن ذلك ونفترض ان المشاهد ليس له علم بالكمبيوتر , لكن بالطبع أغلب المشاهدين يجيدون القراءة , وبالتالي سيلاحظوا أن الممثلة الفاضلة لا تكتب أصلا لان كل ما تكتبه ظاهر على الشاشة انه مكتوب , وأنها لا تضيف شئ- مما تدعى أنها تكتبه- .. ورب الكعبة لن يضرهم أن يخرجوا المشهد كحقيقة بدلا من هذا السخف .
* ومع نفس المسلسل يقوم " أحمد زاهر " بدور صحفي يسعى لإثبات براءته بعدما اتهم بالقتل, وهى جريمة مدبره من رجل أعمال كان الصحفي يسعى لإثبات فساده , لا مشاكل هنا .. المهم سعى هذا الصحفي للثأر من هذا الرجل فقرر الهجوم عليه فى فيلته .. بقليل من الفهم , رجل أعمال فاسد - قتال قتله -, الطبيعي أن يكون منزله تحت حراسه مشدده , سور الحديقة عالي , تأمين عالي للبيت .. مع المسلسل سنكتشف العبقرية .. لقد تسلل الصحفي إلى الفيلا , وهجم على رجل الأعمال وكاد النيل منه ثم فر هاربا بعدما اكتشف احدهم وجوده , السؤال كيف دخل هناك؟.. ببساطه جداً صعد على شجره مثنية جوار سور الفيلا - القصير- ومن على السور قفز إلى الحديقة وبنفس الطريقة هرب ..
سنتجاوز تلك الكبوة , لو انك مكان رجل الأعمال هذا وحدث عليك هذا الهجوم وعلمت انك مستهدف ماذا ستفعل ؟؟ امن وحراسه وحاله تأهب قصوى .. لكن في المسلسل العبقري عاود الصحفي الهجوم من نفس المكان بنفس الطريقة بنفس كل شئ ولم يمنعه أحد .. المشهد يدفعك دفعاً لشد شعرك أو قضم أظافرك بغباء .
2- مسلسل " حضرة المتهم أبى ".. المذاع مؤخرا .
يتحدث عن مُعلم لغة عربيه , وأسرته المكونه من أم وفتاه وشابين .. ينحرف الابن الأكبر , ويتاجر في المخدرات ويغير من سلوكه , 180 درجه.. السبب ؟؟
قام مجموعه من الشباب بالاعتداء عليه ضرباً مما أدى لدخوله المستشفى وإجراء عمليه فى رأسه ..المهم أن الكاتب الفاضل لم يقدم مبرر مقنع إلى هذا الانحراف التام لهذا الشاب بعد تنازل والده مكرها عن حقه القانوني .. لا يعقل انه وهو ابن المعلم الفاضل , والمربى على الأخلاق والقيم والفضيلة والدين والالتزام ويشهد له بكريم الخلق أن يغير مساره وأسلوبه حتى مع والده ثم ويروج للمخدرات كي يحصل على ابنه رجل الأعمال الثرى - حبيبته- .. قد يحدث هذا بالفعل لكن طريقه تقديمه جاءت فنتازيه غير مبرره .
* " زينه " وهى ابنه أخت هذا المعلم في المسلسل , فتاه متفوقة دراسياً , ريفية من أسره ملتزمة أخلاقيا , تذهب للعيش مع خالها بسبب جامعتها .. أسلوبها ومعاملتها تندرج تحت " ممنوع الاقتراب أو التصوير " ..لا أفهم كيف تقبل - وهى بتلك المواصفات - أن تركب مع شاب- عاكسها قبلا وكان احد من ضربوا ابن خالها - سيارة.. ثم تخرج معه ثم تتزوجه سراً .. فتيات الريف لسن بتلك السذاجة حتى يتزوجن سراً بتلك الطريقة وبهذه الأسباب , ثم من الصعب أن ترتبط فتاه الريف ذات الأسرة الملتزمة بعلاقة تعلم عواقبها في مجتمعها ووسطها دون مقاومه تذكر ولو حتى على سبيل الحياء ..لا سبب مقنع ولا تدرج مقنع .
* في هذا المسلسل ( مط ) رهيب للإحداث .. لم أتابعه بانتظام , فقط حلقات متقطعة , عندما أشاهدها أعلم أن المسلسل مازال في فلك نفس النقطة في آخر مره شاهدته فيها .
3 – في احد المسلسلات التي تتحدث عن الإرهاب في سيناء خاصة اعتقد الاسم "قناديل البحر " .. معالجه عبيطه وهامشيه للموضوع المهم جداً ..
* آثار الحكيم – رغم اقتدارها - تتعمد وجود لازمه في أخر أدوارها مره عينها ترمش باضطراب , مره سيده متوترة , مره رقيقه وهادئة بشكل مبالغ , أصبحت تتصنع التمثيل , لم تعد مقنعه مقارنه بين أعمالها سابقاً والآن , هناك فارق كبير .
* المفترض عندما يتم التصوير للسيارة وهى تسير يكون , إما بشكل طبيعي أي السيارة تتحرك بالفعل , أو أن السيارة ثابتة وخلفها مشهد متحرك يخيل لك أنها هي المتحركة .. فى هذا المسلسل رغم أن الطريق مفترض مهيأ للتصوير - على أساس انه في منطقه صحراويه- , إلا انه واضح جداً أن السيارة ثابتة والحركة غير متقنه إطلاقا .. لتجد أن شعورك بالاستخفاف يغيظ .
وبعيداً عن السذاجة والاستخفاف في المعالجة والقصّ للمسلسلات هناك استخفاف أيضاً فى التصوير والإخراج بالإضافة لما سبق :
* فى أحد المسلسلات فتاه تدردش على الانترنت , لكن ليس على الماسنجر ولا الياهو ولا ولا .. الظريف انها تدردش عن طريق برنامج الword ..ميكروسوفت وورد أصبح للشات ..ألهمنا الصبر يارب ..يعنى ربنا أكرمهم وجهزو كمبيوتر وكاميرا وسماعات, جاءت على وصله النت وفتح نافذة الشات ووقفت ! .
* المفترض أننا بلد ديانته الرئيسية "الإسلام " والمعروف في الإسلام أن الخمر حرام , إذا ما جدوى حشره في المسلسلات والأفلام .. وهل أصبح الغرض تجميل الخطأ ليتبعه المشاهدون .
* فى مسلسل "أحلامنا الحلوة " قام " فاروق الفيشاوي" بدور شاب في الخامسة والعشرين أو الثلاثين ورغم محاولات التصغير في الشكل إلا انه لم يكن مقنع مطلقاً , فلا توافق مع الدور ولا مع الشكل .
* مسلسل "أحلام لا تنام " رفع الضغط من طوله ومطه بشكل مبالغ جدا جدا , أضف أنى لا ارتاح كثيراً ل"إلهام شاهين " ..كذا "أميره العايدى " التي تمثل دور فتاه في الجامعة لا توافق عمري بين الاثنين .. اختيار الممثلين لا يتناسب مع الشخصيات الجوهرية فى أكثر مسلسلاتنا .
وأخيرا وليس بأخر
* مدينه الإنتاج الإعلامي , عندما يتم التصوير فيها ألاحظ شئ غريب ,أن الأرض مبلطه , الشارع مبلط ..أتسائل هل في عهد " فاروق" و " إسماعيل" و" توفيق" و" محمد على" كانت الأرض مسفلته فضلا عن تبليطها ,,طيب محافظة المنيا أرضها مبلطه كمان؟ وبنفس البلاط ؟؟.. فى مسلسل "امرأة من زمن الحب " المنيا أرضها مبلطه .. وبعد كده نقول الشوارع عاوزه تتسفلت عشان التراب . ده كلام برده .
.
التسميات: عبر الشاشه