بقايا بقايا

الثلاثاء، يوليو ١٥، ٢٠٠٨

رثــــاء

الورقة الثامنة والأربعون
يا أبا النبل
(غازى القصيبي)

أواه يا نبيل !
ومرت السنوات .. سنة .. سنتان .. ثلاث .. تأخذ سنة بعنق أخرى..تتمسك سنة بذيل أخرى ..
كيف مرت السنوات ..
خمس عشرة سنة !..
أواه يا نبيل!!
تعرف ؟!هدأ جرح الفراق .. لم يندمل ولكنه خلد إلى نوم متقطع كئيب ..
سكن خنجر اللوعة .. لم يغادر مكانه من الأضلاع ولكنه كفّ عن التمزيق..
ارتاحت غصة الموت .. لم تبارح موقعها في الروح ولكنها لم تعد تشتعل..
تعرف؟!
لم أعد أصحو في منتصف الليل ..لأسأل نفسي هل كان رحيلك كابوساً ثقيلاً سينقشع ..
ولكنك لا تزال تزور في الاحلام ..
لم تعد ذكراك تطبق على القلب فكاً حديدياً ... يعتصر الدماء قطرة فقطرة ..
ولكنها تحولت إلى مزيج مأساوى من الفرح والألم..الفرح ؟!
اضحك يا نبيل وأنا اعود إلى مواقفنا الباسمة (صيد النجوم ) معاً..
ونقاش "الندوة" ..
وحرف الثاء ..
قائمتك التي تحوي الثقلاء الذين يجب تفاديهم بأي ثمن..
وتعليقاتك اللاذعة عن "الأناقة القذرة" والصديق الذي " يهرف بما لا يعرف"..
"والحيوان الذي لا يخلو من عنفوانه"
الألم؟!أتعذب يا نبيل وأنا أتذكر مواقفنا الدامعة ..
ملحمتك الشامخة مع المعاناة..
رحلتك المريرة مع الغربة والمرض ومواسم الجفاف..
والفراق الساحق الصاعق بلا كلمة وداع..
يا أبا نبيل! لقد كان الحب قضيتك الكبرى ..
لا !
كان الحب قضيتك الوحيدة ..
تعرف؟!لازلت في حب حبنا تعيش وتنمو وتتجدد..
فسلام عليك من الله ورحمة ..وجادك الحب إذا الحب همى .. !!

التسميات:


Posted by uogena :: ١٢:١٧ ص :: 0 comments

Post a Comment

---------------oOo---------------
---------------oOo---------------