الأحد، مايو ١٣، ٢٠٠٧
علم ايه ال انت جاى تقول عليه!!0
دخل الدكتور محمد وهو من أكبر محاضرين شعبتي وأكثرهم رهبه عند البعض , وخشية لامتحانه ,إلى معمل الحاسب خصتنا , وكنا جلوس نستمع إلى الشرح النظري فى المعمل المفترض التدرب فيه .. دخل علينا وسألنا عن المواد التي ندرسها , وعن المواد التي نستشعرها غير مفيدة , وعن اقتراحاتنا .. وبعدما طلب أن نتحدث بصدق وبكل ما نود , وهى لعمري ديموقراطية رائعة , حلمت وقتها أن اخبره بأن كل المواد لدينا تحتاج إلى فرمته من جديد فى المحتوى وفى المادة نفسها , وأن مواده نظرية بشكل مرعب في حين أنها فى الأصل لابد عمليه , وسيكون من الرائع أن أخبره أن المواد النظرية نفسها يعاد أغلبها ثانياً كمقرر مختلف الاسم للمرحلة التالية , وووو.
وعندما قام احدنا ليتحدث إليه أن أحد مواده للسنة الرابعة ماده نظريه بحته وغير مجدية بالمرة , ولا تحتاج إلا أن نخرج من الامتحان حتى تتلاشى من أذهاننا أضف أننا أيضاً لن نستخدمها , ثم أن المحتوى النظري أكبر بكثير في المقررات .. وانطلق البعض فى سرد المواد التى تحتاج إلى تغيير , والبعض يطالب بمواد تجارى العصر الحالي , وإدخال برامج الجرافيك لندرسها , أو ندرس اللغات بتعمق أفضل من السطحية .وو و.. كلام جميل يشرح صدرك بالفعل .
وبعدما استمع الدكتور بكل رحابة صدر , قال بأن المواد التي ندرسها هى ولابد مهمة وسنحتاجها فى حياتنا العملية بإذن الله , ثم خرج مسروراً بجو الديموقراطية الذى حمله داخلا , وبجو اليأس والخيبة الذي حملناه نحن خارجاً , بعدما أخبرنا بكل فخار أنه من واضعي أسماء المقررات ومحدديها لكليتنا .
**
والحقيقة أنى عندما دخلت كليتي كان أملى أن أتعمق فى دراسة الحاسب الآلي , وأجيد استخدامه وفهمه .. ثم بعد حصولي على جهاز شخصي والمحاولة والسؤال والتجريب , ومطالعة كتب الدراسة أيقنت أن المقررات فى وادي والعالم فى وادي آخر .. فالدكتور محمد الذي يفخر انه من واضعي قائمة المقررات والمواد التى سندرسها , لديه نظريه ما لا أدرى مصدرها , تفيد بأن الماضي وماتم فيه هو الأهم .. وان لابد أن يدرس لنا ما درسه من عشرون عاماً حتى تكون لدينا بعض من أصالته , فلايهم أن يدرس لنا الدوس وويندوز 95 والكليبر والبسكال والبيزك فى حين الناس فى الخارج يستخدمون ويندوز اكس بى والبيزيك المرئي وبرامج الانترنت ولغاته والجرافيك وأقسامه .. لا يهم فالماضي هو الأصل ... وأيضاً لا يهم أن ندرس نحن – من كنا طلاب الفرقة الرابعة – ماده الانترنت التي يدرسها طالب الثاني الاعدادى , وأن يحتوى كتابنا على ثلاث فصول تتحدث عن البحث عن المعلومات داخل الانترنت كتاب طول بعرض نلزم بدراسته تيرم كامل كماده مستقلة ويدرسه طالب الثاني الاعدادى في بضع صفحات ؟!!.
وان سلمت بوجهة نظره عن عبق الماضي وأساسياته , فمجال عملي لا يريد منى هذا الماضي , والمناهج الدراسية التى يفترض أن أعلمها لتلاميذي – يوماً ما طبعاً – لا تطلب منى ذلك .. فلا أنا استخدمتها فى تعاملاتي ولا انا درستها فى عملي – يوما ما طبعاً- .
**
أذكر مره كان احدهم يحكى عن طلب دولة خليجيه لمدرسين الحاسب الالى , وتقدم أصحاب التقديرات المرتفعة .. وسافر من سافر من صفوه الصفوة , وفى العام التالي , نزل الإعلان يطلب مدرسين حاسب آلي عدا خريجي كليه التربية النوعية .. كلما تذكرت هذه الحكاية أضحك , فكليتي قبل أن ادخلها كانت دراسة الحاسب الالى كتخصص تتم فى السنة الثالثة والرابعة فقط .. وقبل التحاقي بها عدلت الى شعبه مستقلة لأربع أعوام , ثم عدلت بحيث لا يدخلها إلا أبناء الشعب العلمية ثم تم سنه التحاقي رفع نسبة الالتحاق بها للفتيات فقط إلى 85% وللبنين 79% أو أقل – لا علاقة بالمستوى العقلي, الأمر أن هناك قسم اقتصاد منزلي لا تدخله الفتيات الا إكراها بعدما تفوت عليها دراسة الحاسب بارتفاع النسبة وبعد ان تضيع فرصة النقل الى كليه أخرى فى نفس العام , نظام غصب يعنى - .. ومع كل هذا التطوير فى رفع مستوى الدراسة إلا أن الخلل فى كلياتنا لم يكن لتخاذل الطلاب أو لغبائهم وتهاونهم فى الدراسة بقدر ماهو غباء للمواد التي تدرس لهم .. فأي أربع سنين يقصدون فيها إخراج معلم متمكن بشكل ما من مادته التي سيدرسها والمواد التي يتلقاها تنقسم إلى :
1- القسم التربوي وهو معاد ومكرر بصيغ مختلفة , تدور كلها حول معنى التربية والفلسفة بشكل عام وأقل القليل فيها يلمس ما يحتاجه الطالب اذا ما أصبح معلم فى كيفية التعامل مع طلابه .
2- أما القسم التخصصي : فتتفشى فيه النظرية وأهواء المحاضرين كل يريد تطبيق المواد التى تخصص فيها من أعوام طوال مضت , على أعوام آتيه تحمل كل يوم الجديد .. يكفى انى عشت فى كليتي أربع أعوام لم أحصل فيها علمياً الا على الفتات ولا تشكل كتب الكلية أي مرجع علمي لى أستطيع العودة إليها فيه .. فى حين أنى فى ثمان دروس تعليمية على أحد المواقع استطعت تعلم أساسيات الفوتوشوب وأستطيع التعامل معه بشكل جيد ..
أربع أعوام مقابل بضع ساعات وأقارن بين كميه التحصيل هنا وهنا فلا أجد سبيل للمقارنه ..
ونقول تطوير أساليب التعلم !!, طورو أنفسكم أولاً ثم علموا معلمينا كيف يصبحوا كذلك ..
التسميات: العلم نور
Posted by uogena ::
٦:٥٨ م ::
4 comments
Post a Comment
---------------oOo---------------
|
---------------oOo---------------